ندبة في وجه الطفولة.. قصة حقيقية تكشف خطورة الألعاب العشوائية

كتبت: داليا خالد
في واقعة مؤلمة شهدتها مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية مؤخراً تحولت حياة طفلة صغيرة إلى تجربة قاسية ستترك أثراً لا يُمحى على وجهها بعد أن تعرّضت لحروق عميقة في الوجه إثر تطايُر أجزاء مشتعلة من “سلك مواعين” كان يستخدمه طفل آخر في اللعب.
الواقعة، التي حدثت في لحظة عابرة أثناء سير الطفلة بجانب والدتها تسلط الضوء على مخاطر الألعاب العشوائية وإهمال الأهل في ترك بين أيدي أطفالهم أشياء قد تبدوغيرمؤذية لكنها قد تتحول في ثوان إلى أدوات تسبب إصابات دائمة وتشوهات نفسية قبل أن تكون جسدية.
لحظة غيرت كل شيء
في غمضة عين بينما تسير الطفلة بجانب والدتها ، يلعب طفل ذو عشر سنوات بسلك المواعين المشتعل وتطايرت أجزاء ملتهبة من السلك نحو وجهها لتلتصق بجانب عينيها مسببة حروقاً عميقة. وبين صراخ الصغيرة وارتباك أمها كانت كل ثانية تمر تترك أثراً أكبر على بشرتها.
توجهت الأسرة إلى المستشفى على الفور حيث أكد الأطباء أن الطفلة تعرضت لحروق من الدرجة الثانية وهو ما قد يترك ندوباً دائمة ما لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وفقاً للدكتورة أسماء دجوي طبيبة الجلدية التي استشرناها، فإن “الحروق الناتجة عن ملامسة السلك الساخن للبشرة تكون عشوائية ومتناثرة خطورتها أنها تصيب أماكن متفرقة وقد تؤثر حتى على العين إذا لم يتم التعامل معها بسرعة”. وأشارت إلى أن العلاج بالليزر أصبح من أحدث الوسائل لإزالة ندبات الحروق لكنه ليس فعالاً بنسبة 100% إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب بغسل مكان الحرق بالماء الجاري أو تم التعامل بشكل خاطئ معه بوضع معجون الأسنان أو الثلج أو العسل على مكان الحرق.
الأثر لم يكن جسدياً فقط بل امتد إلى نفسية الطفلة التي أصبحت تخشى النظر إلى المرآة أو الخروج للعب كما اعتادت.
د. هبة سمير الطبيبة النفسية، أوضحت أن الأطفال الذين يتعرضون للحوادث المؤثرة على مظهرهم يعانون من فقدان الثقة بالنفس، الانعزال، والخوف من نظرات الآخرين.
وأضافت: “من الضروري أن يتعامل الأهل مع الأمر بحكمة ويجنبوا التركيز على شكل الإصابة، بل يزيدوا من ثقة الطفلة بنفسها من خلال الحديث الإيجابي ودعمها نفسياً”.
كيف نحمي أطفالنا؟
المشكلة الأكبر ليست فقط في حادثة هذه الطفلة بل في تكرار مثل هذه السيناريوهات يومياً بسبب عدم إدراك الأهل لخطورة بعض الأدوات التي يتركونها في متناول الأطفال.
فالعديد من الأشياء التي تبدو غير مؤذية يمكن أن تصبح مصدراً للحوادث الكارثية مثل أعواد الكبريت، الشموع، الزجاج، وبعض الألعاب التي تحمل أجزاء قابلة للاشتعال.
لحماية الأطفال من مخاطر الألعاب العشوائية تنصح د. هبة سمير الأهل بـ :
- مراقبة نوعية الألعاب التي يستخدمها الطفل والتأكد أنها آمنة.
- التحدث مع الطفل حول المخاطر بطريقة بسيطة دون ترهيب.
- عدم ترك أدوات خطيرة مثل سلك المواعين، الولاعات، أو أي مواد قابلة للاشتعال في متناولهم.
- في حال وقوع حادث التعامل مع الموقف بهدوء لحماية الطفل من الصدمة النفسية.
رسالة إلى الآباء والأمهات
اليوم تخضع الطفلة المصابة لجلسات علاجية طويلة وتأمل أن تستعيد ملامحها كما كانت. لكن قصتها يجب أن تكون جرس إنذار لكل أسرة، فالإهمال ولو لثوان قد يغير حياة الطفل للأبد. الطفولة يجب أن تبقى مرحلة آمنة ومليئة بالفرح، لا أن تتحول إلى مصدر للألم بسبب لحظة إهمال. فهل آن الأوان لننتبه أكثر لما بين يدي أطفالنا ؟