هم النم

وجبة غذائية يمكنها تهديد حياة طفلك . كيف تتعرف على حساسية طفلك الغذائية ؟

كتبت داليا خالد
حساسية الطعام من المشكلات الصحية التي تؤثر على نسبة كبيرة من الأطفال مسببة ردود أفعال بين الطفيفة والخطيرة والتي تتمثل في أعراض مختلفة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، الطفح الجلدي، أو حتى مشاكل التنفس. وقد يكون من الصعب التعرف على مسبباتها بدقة، لكن يمكن لاختصاصيي الصدر والتغذية تشخيص الحالة وتحديد الأطعمة التي يجب تجنبها لحماية الطفل من المضاعفات المحتملة.
*أسباب وأعراض حساسية الطعام*
تحدث حساسية الطعام عندما يتعامل الجهاز المناعي مع بعض المكونات الغذائية باعتبارها تهديداً للجسم مما يؤدي إلى استجابة تحسسية. ويشير الدكتور خالد أحمد طبيب صدر الأطفال إلى أن بعض الأطعمة مثل السمك، الموز، الجوافة، المانجو، الفراولة وبعض أنواع الألبان قد تسبب حساسية الجهاز التنفسي للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاهها.
ويضيف أن هناك علاقة وثيقة بين الحساسية الغذائية وحساسية الجهاز التنفسي حيث قد تؤدي بعض الأطعمة إلى نوبات ضيق التنفس وزيادة ضربات القلب، بالإضافة إلى ظهور أعراض مثل الكحة، البلغم، وصوت الصفير في الصدر. ويوضح د.خالد أن هناك أطفال قد يعانون من حساسية شديدة تجعلهم يتأثرون حتى عند استنشاق رائحة الطعام المسبب للحساسية مما قد يؤدي إلى أعراض تنفسية مشابهة للحساسية الناتجة عن الغبار أو العطور.
*ردود الفعل التحسسية والتعامل معها*
يشير د. خالد إلى أن ردود الفعل التحسسي تختلف من طفل لآخر، فبينما قد يعاني البعض من أعراض بسيطة مثل ضيق نفس طفيف عند تناول كمية صغيرة من الطعام المسبب للحساسية، قد يواجه آخرون رد فعل حاد عند تناول كمية أكبر مما قد يؤدي إلى نوبات تنفسية شديدة تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً.
في حال حدوث رد فعل تحسسي يؤكد د. خالد أن التدخل السريع يساعد في تقليل حدة الأعراض، ويوضح أن العلاج يتضمن  استخدام النبيولايزر أو البخاخات الموسعة للشعب الهوائية لفتح مجرى التنفس بسرعة ،تناول مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض.
و في الحالات الشديدة يُوصى باستخدام حقن الأدرينالين والاتصال بالطوارئ.
*كيفية التحقق من مسببات الحساسية في الأطعمة المعلبة*
تؤكد الدكتورة ياسمين محمد، أخصائية سلامة الغذاء أن الأهل يجب أن يكونوا حذرين عند اختيار المنتجات الغذائية وتوضح أنه يجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية حيث تلزم القوانين الشركات بتوضيح وجود أي من مسببات الحساسية الشائعة مثل الحليب، البيض، القمح، الفول السوداني، والمكسرات. كما يُنصح بالبحث عن عبارات تحذيرية مثل ‘قد يحتوي على…’ والتي تشير إلى احتمال وجود مسببات حساسية.
*البدائل الغذائية الآمنة*
تشير د. ياسمين إلى أن الأطفال الذين يعانون من حساسية غذائية يحتاجون إلى بدائل آمنة توفر نفس الفوائد الغذائية دون تعريضهم للخطر. مثل استبدال الحليب الحيواني بحليب اللوز أو الشوفان ،استخدام دقيق الأرز بدلاً من دقيق القمح للأطفال الذين يعانون من حساسية الجلوتين.
*إجراءات الحماية والتعامل مع الحساسية*
عند اكتشاف إصابة الطفل بحساسية تجاه نوع معين من الطعام، تنصح د. ياسمين بضرورة اتخاذ الإجراءات التالية:
  • تجنب الطعام المسبب للحساسية بشكل كامل ،
  • إبلاغ المدرسة ومقدمي الرعاية بحالة الطفل لضمان عدم تعرضه للمكونات المسببة للحساسية ،
  • الاحتفاظ بحقن الأدرينالين في متناول اليد لاستخدامها عند الحاجة واستشارة أخصائي تغذية لضمان حصول الطفل على تغذية متوازنة.
*تحضير الطعام بأمان لتجنب الحساسية*
تشدد الدكتورة مي تاج الدين، أخصائية ومدربة سلامة الغذاء، على أهمية اتباع إجراءات صارمة عند تحضير الطعام للأطفال المصابين بالحساسية حيث توضح أن التلوث أثناء التصنيع يمكن أن يشكل خطراً كبيراً. ونصائحها هي تنظيف الأدوات والأسطح جيداً بعد ملامستها للأطعمة المسببة للحساسية ،استخدام أواني وألواح تقطيع مخصصة للأطعمة الخالية من مسببات الحساسية، قراءة المكونات الغذائية بعناية عند استخدام منتجات مصنعة.
*إرشاد الطفل حول حساسيته الغذائية*
تؤكد د. مي أن تعليم الطفل عن حساسيته يلعب دوراً هاماً في حمايته، وتقترح تعليمه تجنب الأطعمة غير الموثوقة وضرورة التحقق من مكوناتها ،توجيهه إلى قراءة الملصقات الغذائية أو سؤال المسؤولين عن الطعام عند تناوله خارج المنزل مع تفضيل حمله لبطاقة توضح نوع الحساسية التي يعاني منها لاستخدامها في حالات الطوارئ.
*ضمان بيئة آمنة في المدارس والحضانات*
يعد دور المؤسسات التعليمية بالغ الأهمية في حماية الأطفال من الحساسية الغذائية حيث توصي د. مي بتطبيق الإجراءات التالية توفير وجبات مخصصة للأطفال المصابين بالحساسية، تدريب المعلمين والعاملين على التعامل مع حالات الحساسية المفرطة و منع تبادل الطعام بين الأطفال للحد من مخاطر التعرض غير المقصود لمسببات الحساسية.
ختاماً مع تزايد حالات الحساسية الغذائية بين الأطفال، يصبح من الضروري زيادة الوعي لدى الأهل والمدارس حول كيفية الوقاية منها والتعامل مع الحالات الطارئة. فمع اتباع الإرشادات الصحيحة يمكن للأطفال الذين يعانون من الحساسية الغذائية الاستمتاع بحياة طبيعية وآمنة دون المخاطر التي قد تهدد صحتهم.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى