خطوه بخطوة

مرض اليد والقدم والفم.. عدوى فيروسية شائعة تصيب الأطفال

كتب: محمد النجار، هنا أسامة

 

يُعد مرض اليد والقدم والفم من الأمراض الفيروسية الشائعة بين الأطفال، وخاصة من هم دون سن الخامسة. وهو مرض خفيف في أغلب الحالات، لكنه شديد العدوى وينتشر بسرعة في أماكن التجمعات، مثل الحضانات والمدارس. أبرز أعراضه تقرحات مؤلمة في الفم وطفح جلدي على اليدين والقدمين، وقد تظهر أحيانًا على الأرداف أو الساقين. السبب الأكثر شيوعًا للإصابة هو فيروس “كوكساكي A16”، وهو أحد الفيروسات المعوية.

 

تبدأ الأعراض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 3 إلى 6 أيام من التعرض للفيروس، وتظهر في البداية على شكل حمى خفيفة وألم في الحلق، إلى جانب فقدان الشهية والشعور العام بالتعب. خلال يوم أو يومين، تبدأ التقرحات بالظهور في الفم، تليها بثور أو طفح جلدي مؤلم، خصوصًا في راحتي اليدين وباطن القدمين، وقد يختلف مظهر الطفح باختلاف لون البشرة. في بعض الحالات، قد تظهر قروح في مؤخرة الفم والحلق، في حالة تُعرف باسم “الذُباح الهربسي”، والتي قد تترافق مع حمى شديدة ونوبات تشنج نادرة، لكنها لا تتسبب في ظهور طفح جلدي على الأطراف.

 

المرض لا يُعتبر خطيرًا في العادة، لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات إذا لم يُتابَع، أهمها الجفاف، نتيجة صعوبة البلع بسبب تقرحات الفم. وتشير تقارير طبية إلى أن الجفاف هو أكثر المضاعفات شيوعًا، وفي بعض الحالات النادرة قد تحدث مضاعفات أخطر مثل التهاب السحايا الفيروسي أو التهاب الدماغ، وهي حالات نادرة لكنها محتملة.

 

ينتقل الفيروس بعدة طرق، أبرزها ملامسة الإفرازات التنفسية مثل اللعاب ومخاط الأنف، أو السائل الخارج من البثور، أو البراز. كما يمكن أن ينتقل عبر الرذاذ المتطاير أثناء العطس أو السعال أو التحدث، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة، أو عبر أدوات الطفل المصاب مثل الحفاضات والألعاب. ويُعد المصاب أكثر قابلية لنقل العدوى خلال الأسبوع الأول من الإصابة، لكن الفيروس قد يبقى في الجسم ويُسبب العدوى حتى بعد اختفاء الأعراض، وأحيانًا دون ظهور أعراض نهائيًا.

 

التمييز ضروري بين هذا المرض والحمى القلاعية الحيوانية التي تصيب الماشية، فهما مرضان مختلفان تمامًا، ولا ينتقل مرض اليد والقدم والفم من أو إلى الحيوانات الأليفة.

 

لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض، لكن الأعراض تُعالج بشكل عرضي، حيث يُنصح باستخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (مع تجنب الأسبرين للأطفال)، وتشجيع الطفل على شرب السوائل بكميات كافية لتجنب الجفاف. وفي حال كان الطفل غير قادر على شرب السوائل، أو استمرت الحمى لأكثر من 3 أيام، أو لم تتحسن الأعراض خلال 10 أيام، أو إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر، أو يعاني من ضعف في جهاز المناعة، يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا.

 

للوقاية من الإصابة، يُوصى بغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، خاصة بعد تغيير الحفاضات، وبعد استخدام الحمام، وقبل تناول الطعام أو رعاية شخص مريض. كما يجب تعليم الأطفال أهمية غسل اليدين، وتجنب لمس الوجه بأيدٍ غير نظيفة، وتنظيف وتعقيم الأسطح والألعاب التي تُستخدم بشكل متكرر، وتفادي مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو أدوات الطعام. وعند ظهور الأعراض، يُفضّل إبقاء الطفل المصاب في المنزل حتى تتحسن حالته، مع الحرص على تقديم الأطعمة اللينة مثل الزبادي والبطاطس المهروسة، وتجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية.

 

بحسب الدكتور أشرف صبحي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، فإن العمر يُعد من أبرز عوامل الخطورة، إذ يُصيب المرض غالبًا الأطفال دون سن 5 إلى 7 سنوات، خاصة أولئك الموجودين في دور الحضانة، نتيجة كثرة التواصل والاحتكاك المباشر. أما البالغون، فعادة ما يملكون مناعة مكتسبة نتيجة التعرض السابق للفيروس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى