حاورت: داليا خالد، مروة ناصر
كثير من الأمهات يخضن معركة يومية مع أطفالهن لإقناعهم بغسل أسنانهم
وأحيانا تنتهي إما بانتصار أو بالصراخ والإجبار، لكن هل المشكلة في الطف ل أم
في الطريقة التي نقدم له بها فكرة الاهتمام بأسنانه ؟
في هذا الحوار، نستعرض مع د. أحمد طنطاوي أفضل الأساليب التربوية التي
تضمن لطفلك أسنان ا نظيفة وابتسامة مشرقة دون إجبار أو دموع .
دكتور لماذا يعاني الأهل دوماً من صعوبة إقناع أطفالهم بغسل أسنانهم؟ هل هو
رفض طبيعي أم خطأ في أسلوب التربية ؟
الحقيقة إن رفض الطفل لغسل أسنانه سلوك طبيعي خصو صا في الأعمار
الصغيرة. الطفل بطبيعته يحب اللعب ويكر ه أي نشاط فيه فرض خاصة إذا كان
يراه ممل أو غير مفهوم. أحيانا تكون المشكلة ليست في الطفل، بل في طريقة
عرض الأهل للموضوع إذا الأسلوب كان قائما على الأوامر أو الضغط فمن
الطبيعي أن يقابل الطفل هذا بالرفض أو العناد.
من أي سن يجب أن نبدأ في تعليم الطفل فكرة العناية بأسنانه؟ وهل توجد
طريقة لغرس عادة تنظيف الأسنان منذ الصغر؟
ننصح بتعريف الطفل على مفهوم العناية بأسنانه منذ بداية ظهور أول سن لديه،
حتى لو كان ذلك مجرد مسح الأسنان بقطنة أو باستخدام فرشاة مخصصة
3 سنوات، يمكن البدء في – للرضع دون معجون. ومع بلوغ الطفل سن 2
التدريب العملي على تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة ومعجون بكمية صغيرة.
السر يكمن في التكرار اليومي وتحويل التنظيف إلى روتين محبب وليس مجرد
واجب.
هل استخدام التهديد أو المكافأة وسيلة فعّالة لتشجيع الطفل على تنظيف
أسنانه؟ وما هي البدائل ؟
قد تكون المكافآت مفيدة في المراحل الأولى، ولكن استخدامها بشكل دائم يجعل
الطفل يربط العناية بأسنانه بالحصول على شيء معين، في حين أن التهديد
يخلق شعورًا بالخوف بدلاً من تعزيز حب الطفل للعناية. البديل هو خلق روتين
إيجابي، وتقديم المعلومات بطريقة مبسطة، مثل مشاهدة قصص حول محاربة
التسوس، أو استخدام التطبيقات التفاعلية، أو حتى السماح للطفل باختيار فرشته
ومعجونه بنفسه .
هل توجد طرق أو وسائل تفاعلية تشجع الطفل على حب تنظيف أسنانه بشكل
مستقل ؟
بالتأكيد، فالطرق التفاعلية تحدث فرقًا كبيرًا. توجد تطبيقات وأغاني مخصصة
لتنظيف الأسنان تحدد مدة التنظيف بشكل ممتع، إضافة إلى القصص المصورة
التي تتناول أبطالًا يحاربون التسوس باعتباره عدوًا يجب التغلب عليه. كذلك،
مشاركة الأهل للطفل في تنظيف الأسنان أمام المرآة وتحويل ذلك إلى وقت
ممتع يعزز من غرس هذه العادة بشكل إيجابي .
هل مجرد مشاهدة الأهل وهم ينظفون أسنانهم كافية لتعليم الطفل؟
القدوة مهمة، لكنها وحدها لا تكفي. يجب أن ترتبط القدوة بالشرح والتفاعل.
فعلى سبيل المثال، عندما يرى الطفل والديه ينظفون أسنانهم، من الأفضل أن
يشرحوا له أهمية هذه العادة، ويدعوه للمشاركة بدلاً من الاكتفاء بالمشاهدة.
في حالات عناد الطفل ورفضه التام لتنظيف الأسنان، ما الذي يمكن أن يفعله
الأهل؟ هل توجد نصيحة عملية تجعل الروتين أسهل؟
أولًا، يجب تجنب الضغط على الطفل، لأن العناد يزداد مع الضغط. من
الأفضل تحويل الأمر إلى لعبة أو تحدٍ، مثل سباق مع الوقت أو جدول مكافآت
أسبوعي. كذلك، من المهم اختيار وقت مناسب للتنظيف، بعيدًا عن الأوقات التي
يكون فيها الطفل متعبًا أو مرهقًا. وفي بعض الأحيان، قد يكون الحل بسيطًا مثل
تغيير شكل الفرشاة أو طعم المعجون.
هل إذا بدأ الطفل متأخراً في تنظيف أسنانه يمكنه أن يعتاد عليها، أم أن الوقت
قد فات؟
لم يفت الأوان أبداً، حتى لو بدأ الطفل متأخر اً، فإن التكرار والصبر يمكن أن
يساعداه في تكوين العادة. المهم أن يتم تقديم الفكرة بشكل مريح وداعم، وأن
يتحلى الأهل بالصبر والهدوء لتجنب حدوث عناد أو خوف.
العناية بأسنان الأطفال ليست مجرد عادة صحية، بل هي جزء أساسي من
تكوين شخصية الطفل وتعليمه تحمل المسؤولية عن صحته. وعلى الرغم من
أن البداية قد تبدو صعبة، فإن التكرار، الصبر، وتقديم الفكرة بشكل إيجابي،
يمكن أن يحول مهمة بسيطة مثل تنظيف الأسنان إلى عادة يومية راسخة في
حياة الطفل. الأهم أن يتعامل الأهل مع رفض الطفل بصبر وهدوء، ويتجنبوا
الضغط أو العقاب. فبناء العادات الصحية يبدأ دائمًا بالحب والتفاهم، وليس
بالخوف والتهديد .