هم النم

قرار حظر مادة اللون الأحمر من منظمه الصحة العالمية …خطر فى حلوى الاطفال

كتب: انعام ناصر، مروة ناصر

 

مادة E127، المادة الملونة التي أثارت مخاوف صحية كثيرة في الفترة الأخيرة و حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدامها مؤخرًا بسبب تأثيراتها الضارة على الصحة العامة وتشير الدراسات إلى مخاطر صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال نتيجة استخدامها الواسع في الحلوى. وقد لفتت هذه التحذيرات انتباه الأمهات خاصة بعد التحذيرات الأخيرة ،مما يؤكد الحاجة إلى إجراءات وقائية لحماية المستهلكين، خاصة الأطفال، من المخاطر المحتملة لهذه المادة

E127 يضاف منها سنويا ٧ م.كيلوجرام للمنتجات

أكد دكتور محمد درويش، استشاري طب أطفال، أن بعض الصبغات الغذائية مثل الصباغ الأحمر رقم  (e127) تُستخدم بكميات كبيرة في صناعة الأغذية حيث يضاف حوالي 7 ملايين كيلوجرام منها إلى المنتجات الغذائية سنويًا وتدخل هذه الصبغات في العديد من الأطعمة التي يستهلكها الأطفال يوميا مثل المخبوزات والحلوى و حشوات الفطائر وزينة الكعك وحلوى الجيلاتين ورقائق الحبوب والزبادي والحليب والفراولة والمشروبات الغازية الحمراء.

وأضاف ايضا أن هذه الصبغات قد ترتبط بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة وعلى رأسها فرط النشاط لدى الأطفال والحساسية وزيادة خطر التعرض للاستروجين، حيث قال الدكتور محمد ، “أن التعرض المفرط للاستروجين في سن مبكر قد يؤثر على النمو الطبيعي للأطفال وقدرتهم العقلية، وأن الاستروجين الصناعي منتشر في البيئة المحيطة سواء في المياه الأطعمة المبيدات الحشرية الأعشاب الفطريات أو المعادن الثقيلة وجميعها قد تحاكي تأثيرات الاستروجين في الجسم”. وحذر من أن التعرض المستمر لهذه المواد قد يؤدي إلى تغيرات هرمونية غير مرغوبة لدى الأطفال.

لذلك لابد من تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والمضاف إليها الصبغات الكيميائية والسكريات داعي الأهل إلى اختيار الأطعمة الطبيعية لحماية صحة أطفالهم وتجنب المخاطر المحتملة لهذه المركبات على المدى الطويل.

 

E127 تؤدي إلى خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية

تبينت حقيقة ضرر ملونات الطعام فى الحديث مع أحمد نجيب، دكتور التغذية العلاجية وطب الأطفال ، فى البداية يقول الدكتور أحمد، “حاليا اغلب الاشخاص وبالتحديد الاطفال تأكل “بالعين”، لكن المشكلة ليست بالملونات الكارثة الكبرى بالمواد المضافة وهي تشمل المواد الملونة والمواد المحافظة والمغلظة للقوام والمضادة للأكسدة إلى آخره”.

ويضيف أن تلك المواد مصرح بها عالمياً ولكن وفقاً لأنظمة وتعليمات محدده بمعني انه يتم تحديد قدر معين من المواد المضافة ولا يصح أن تزيد عن هذا القدر المحدد ، فنسبة الخطر من هذه المواد تتزايد عند تناول الأطفال  كميات مضاعفه منها بشكل يومي.

لذلك يقول د.أحمد إن من بداية يناير لعام ٢٠٢٥ تم حظر مادة من المواد الملونة من قبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية وهذه المادة هي ايرثروثين او e127 وهذا رقم يميز هذه المادة فى التصنيع الغذائي اختصار ً لأسم المادة ، ويرجع حظر تلك المادة لأن المنظمة قامت بعمل عدد كبير من الأبحاث وجد أنها تزيد خطر الإصابة بالسرطان خاصةً سرطان الغدة الدرقية وهذا أثبت على حيوانات التجارب.

ولمعرفه الأهالي لتلك المادة فى المنتجات الغذائية يمكن الرجوع الى قراءة مكونات المنتج واذا وجد اختصار رقم e127 فهذا المنتج يحتوي على تلك الصبغة ، وأكثر الأنواع التي توجد به تلك المادة المشروبات الغازية وبعض أنواع العصائر ، وايضا توجد في حلوى المارشملو وتوجد بكثرة فى أغلب أنواع الكاندي، فبالتالي هي موجود في أغلب الأكلات المفضلة عند الأطفال ، لذلك ينصح باستبدال جميع الحلويات التي تحتوي على مواد بأخرى من صنع البيت او بمعنى أصح يكون للأم قدره على التحكم فى وضع تلك المواد بها.

 

دور الأم تقلل تعرض أطفالها للمواد

ويوجه الدكتور أحمد الحديث للأمهات، “لا تستطيع أي أم بحرمان الطفل الكلي من حلويات السوبر ماركت التي تحتوي على هذه المواد، لكن نستطيع ان نقلل تعرضهم للحلويات من هذا النوع خاصة الأطفال أصحاب فرط النشاط “ADHD” لأن أيضا من أضرار هذه المادة أنها تؤثر بشكل كبير على الأطفال الذين لديهم خلل بالغدة الدرقية”.

 

دور منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية

تحدثت معنا الدكتورة إيفا الزين المسؤولة التقنية ببرنامج سلامة الغذاء بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عن دور منظمة الصحة العالمية فى زيادة الوعي بمخاطر مادة e127 حيث قالت أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة يشاركان في إدارة لجنة الخبراء المشتركة المعنية بالمضافات الغذائية، المعروفة باسم JECFA، لتقييم سلامة المضافات الغذائية والملوثات والسموم التي تحدث بشكل طبيعي و مخلفات الأدوية البيطرية. من خلال إجراء تقييمات المخاطر، تقدم مشورة علمية موثوقة ومستقلة إلى الدستور الغذائي، مما يساهم في وضع معايير عالمية لحماية صحة جميع المستهلكين وضمان الممارسات العادلة في تجارة الأغذية الآمنة.

 

الدراسات التي أجريت لتأكيد الحظر

وأضافت دكتورة. إيفا أن بعض أسباب حظر تلك المادة يرجع إلى اعتماد قرار منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بحظر استخدام الإريثروزين في المقام الأول على الدراسات التي أجريت والتي تم تقييمها سابقا من قبل JECFA . موضحة أن في ذلك الوقت لخصت الدراسات التي أجريت  إلى أن الأورام التي لوحظت في ذكور الفئران ترجع إلى الاريثروزين. وفقا للمعلومات المتاحة حاليا. حيث وجدت دراستان للتغذية طويلة الأجل باستخدام الإريثروزين زيادة في حدوث الأورام الغدية للخلايا التجريبية للغدة الدرقية في ذكور الفئران، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن الإريثروزين عزز تطور الأورام الجريبية للغدة الدرقية في الفئران التي تم استئصالها جزئيا للغدة الدرقية، ولكن ليس في الفئران غير التي تم استئصالها للغدة الدرقية.

 

تطبيق هذه التوصيات

وتبين إيفا دور منظمة الصحة العالمية لضمان تطبيق هذه التوصيات، أولاً، تحدد لجنة الدستور الغذائي المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمضافات الغذائية الأحكام المتعلقة باستخدام المضافات الغذائية استنادا إلى تقييمات المخاطر التي تقدمها اللجنة. في حين أن معايير الدستور الغذائي طوعية، فإن العديد من البلدان تعتمدها في المقام الأول لحماية صحة المستهلكين ومواءمة المعايير الغذائية لممارسات التجارة العادلة.

وباتباع نهج منظم، تكفل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة أن تكون معايير سلامة الأغذية سليمة علميا ومعترف بها دوليا لذلك عند أثبات ان مادة e127 مسرطنه تم منع من قبل المنظمة ، وتقوما بمراجعه معايير السلامة وتحديثها بشكل دوري لتعكس الأدلة العلمية الجديدة والتغيرات في أنماط إنتاج الأغذية واستهلاكها.

 

حظر الامهات ليس صعب لكن التوعية ضرورة

عند الحديث مع أحد الامهات(ندي ناصر ) تقول لنا “بصراحة، لم أكن أتخيل يومًا مدى خطورة الألوان الصناعية على طفلي، حتى بدأت أقرأ عن مادة  E127، تلك المادة الحمراء الموجودة في معظم الحلويات والمشروبات التي يُقبل عليها الأطفال. كنت أظن دائمًا أنها مجرد لون يُضيف مظهرًا جميلًا للطعام، لكن عندما علمت أنها قد تُسبب فرط الحركة، والحساسية، ومشاكل في الكلى، أدركت أن الأمر لا يُستهان به.

أول ما قمت به هو أنني بدأت أقرأ مكونات المنتجات قبل شرائها، وأي منتج يحتوي على E127 أو أي لون صناعي، أتجنبه فورًا. حتى العصائر التي تبدو طبيعية في ظاهرها، اكتشفت أنها مليئة بالمواد المضافة الصناعية وليست طبيعية على الإطلاق.

كان ابني يُحب الزبادي بالفراولة والزَّبَادُو بالفراولة، لكنني اكتشفت أن اللون الوردي ليس ناتجًا عن الفراولة، بل عن لون صناعي. كنت أظن أنني أقدم له طعامًا صحيًا، بينما في الحقيقة كنت أعرضه لمادة ضارّة

الآن، أصبحت أُحضّر له كل شيء في المنزل. وإذا أراد شيئًا ملوّنًا، نستخدم الفواكه الطبيعية مثل الفراولة والتوت. وبدلاً من الحلويات الجاهزة، أصبحت أُعدّ له جيلي باستخدام الفواكه الطبيعية. تعرفون “غزل البنات”؟ إنها كارثة! كان يطلبه في كل مرة نخرج فيها، لكن بعدما فهمت أنه عبارة عن سكر مضاف إليه ألوان صناعية فقط، بدأت أُلهيه بشيء آخر وأقول له: “سنعود إلى البيت لنُحضّر شيئًا ألذّ”، وفعلاً بدأت أُحضّر له وصفات صحية بطعم لذيذ ودون أي مواد ضارّة

الأمر ليس صعبًا، لكنه يحتاج إلى وعي. من يظن أن الألوان الصناعية مجرد تفاصيل بسيطة، فليجرّب إيقافها لمدة أسبوع واحد فقط، وسيرى الفارق في نشاط طفله، نومه، بل وحتى بشرته. حينها سيدرك أنها أخطر مما نتخيّل

 

هل تم أخبار المنافذ التجارية بمنع مادة e127؟

قمنا بزيارة عدد من الماركت التجاري والاكشاك لمعرفه هل تم اخبارهم بمنع مادة e127 من قبل وزارة الصحة وأجمعت الإجابة بأن لم يرد اخطارهم بأي معلومات تحذرهم من المنع ، ولم يتم توقف بيع المنتجات التي تحتوي على تلك المادة ، وبنسبة للشركات المنتجة للمواد التي تحتوي عليها يبقي التعامل معهم كما هو ويتم أخذ الكميات المحددة له كل الشهر ، و بنسبة للزبائن لم يقل الإقبال على شراء تلك المنتجات مثل (الزبادو بالفراوله ، او الجيلي او ايس كريم فراولة ) فجميع السوبرماركت أجمعت على أن نسبة الشراء لم تقل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى