كتب: عبد الرحمن صلاح
مع تقدم الطب واهتمام المجتمع براحة الأمهات أثناء الولادة، ظهرت أساليب جديدة ومبتكرة تهدف إلى تقليل الألم وتوفير تجربة ولادة مميزة، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية. بعض هذه الأساليب لا تزال شائعة، بينما يُعتبر البعض الآخر حديثًا أو غير مألوف لدى الكثيرين. في هذا التقرير، سنستعرض بعض هذه الطرق ونستعرض آراء من مراكز وأطباء قد لا يكونون معروفين على نطاق واسع، لكن لديهم تجارب مميزة في هذا المجال.
1- الولادة في المياه: تتيح الولادة المائية للأم أن تلد وهي جالسة في حوض مملوء بمياه دافئة. تساعد هذه الطريقة في تقليل الشعور بالألم وتسهيل حركة الطفل في الماء. الدكتورة “أميرة محمود” استشاري تخصص أطفال وحديثي الولادة في محافظة الجيزة أشارت إلى أن نسبة رضا الأمهات اللواتي جربن هذه الطريقة كانت أعلى بنسبة 35% مقارنة بالأساليب التقليدية. ومع ذلك، حذرت من أن هذه الطريقة قد لا تكون مناسبة في حالات ضعف نبض الجنين أو وجود نزيف سابق.
2- الولادة باستخدام التنويم الإيحائي (Hypnobirthing): تعتمد هذه الطريقة على تدريب الأم خلال فترة الحمل على التحكم في أفكارها وتقليل مشاعر الخوف، دون الحاجة إلى أي أجهزة. الدكتور “كريم زغلول” من مركز
“إشراق الذهن للولادة الطبيعية” أشار في دورة تدريبية محدودة عُقدت في بنها عام 2022 إلى أنهم طبقوا هذه الطريقة على 7 حالات، وكانت النتائج إيجابية، خاصةً مع الأمهات اللواتي يعانين من توتر شديد بشأن عملية الولادة.
أما بالنسبة للولادة على الكرسي المتحرك (Birthing Chair)، فهي تقنية تستخدم كرسيًا مخصصًا للولادة، مما يتيح للأم وضعية قريبة من القرفصاء، مما يساعد الجاذبية في تسهيل خروج الجنين. الدكتورة “ضحي نور الدين” من مركز “اجيال” في اسكندرية، ذكرت في تقرير داخلي عام 2021 أن استخدام الكرسي ساهم في تقليل وقت الطلق بنسبة 25%، وأن الأمهات شعرن بقدر أكبر من التحكم أثناء الدفع، خصوصًا في الولادة الأولى.
4- الولادة في الجاذبية المقلوبة: تعتمد هذه الطريقة على وضع الأم في زاوية مائلة قليلاً عكس الجاذبية، بحيث يكون جسمها مائلًا لأعلى وساقاها لأسفل. الهدف من هذه الوضعية هو تقليل الضغط على منطقة الحوض وتحفيز نزول الجنين بشكل أكثر سلاسة. الدكتورة “نهى الرشيدي” من وحدة البحث في طرق الولادة البديلة، أشارت في عام 2022 إلى أنهم جربوا هذه الطريقة مع أربع حالات، حيث ولدت واحدة منهن دون أي تدخل طبي. لكنها أكدت على ضرورة إجراء هذه الطريقة تحت إشراف دقيق، لأنها قد لا تناسب جميع الحالات.
إن طرق الولادة المستحدثة ليست مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورية لبعض الأمهات اللاتي يبحثن عن تجربة مختلفة وآمنة. ومع تطور الوعي والثقافة، أصبحت الأمهات يختارن الطريقة التي تناسبهن وتساعد في جعل تجربة الولادة أقل توترًا، بشرط أن تكون المتابعة الطبية سليمة.