خطوه بخطوة

ركوب الخيل وسيلة لتفريغ الطاقة وتحسين التركيز للأطفال ذوي “فرط الحركة”

حاور: محمد النجار، عبدالرحمن صلاح

 

قمنا بعمل حوار مع المدرب علاء إبراهيم، خبير ركوب الخيل للأطفال ليوضح لنا عالم ركوب الخيل من منظور جديد بنسبة للأطفال و يشاركنا خبرته حول أهمية تعليم ركوب الخيل للأطفال، والفروق بين الأولاد والبنات في هذا السياق ويوضح لنا كيف يساهم تعلم ركوب الخيل في تحسين التركيز والانتباه للطفل.

 

 

ما أول شيء يتعلمه الطفل عند ركوب الخيل؟

يتعلّم الطفل في البداية كيف يتعامل مع الحصان بلطف، وليس فقط كيف يركبه. فيقوم بلمسه برفق، ويتعلّم الطريقة الصحيحة لمسك اللجام والتحكّم بهدوء. كما يتعرّف على الأماكن الآمنة للمس الحصان، وتلك التي يجب تجنبها حفاظًا على سلامته وسلامة الحصان.
ومع الوقت، يطوّر علاقة قائمة على الثقة والمودّة، ويُطعم الحصان بيده، مما يُنمّي لديه الإحساس بالمسؤولية والرحمة تجاه الكائنات الحية.

 

هل هناك فرق في استجابة الأطفال بحسب شخصياتهم؟ مثلًا، هل يمكن أن يتغير الطفل الخجول؟

تختلف استجابة الأطفال حسب شخصياتهم، ويُعد الحصان وسيلة فعالة لمساعدة الطفل الخجول على التغيير. فالتعامل مع الحصان لا يتطلب كلامًا كثيرًا أو مهارات اجتماعية معقدة، بل يعتمد على الإحساس والثقة.
ومع التدرّب، يكتسب الطفل الخجول الثقة بالنفس، ويصبح أكثر راحة في التواصل مع الآخرين بعد نجاحه في التفاعل مع الحصان.

 

 

كيف يمكن أن يساعد الخيل في تحسين التركيز والانتباه لدى الأطفال؟

يسهم التدريب في المساحات الضيقة بدايةً في زيادة تركيز الطفل، إذ يحتاج إلى التحكّم الدقيق في توجيه الحصان.
هذا التمرين يتطلب منه أن يكون حاضر الذهن ويستجيب بسرعة، مما يساعده على تطوير قدرته على التركيز والانتباه. وبعد تطوّر مهاراته، يُنقل إلى مساحات أوسع تزيد من تحدياته وقدرته على التحكّم.

 

هل لاحظت تحسنًا في سلوك الأطفال الذين كانوا يعانون من مشاكل مثل فرط الحركة أو التوتر؟

نعم، لقد لاحظنا تحسنًا واضحًا في سلوك الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو التوتر من خلال تدريبهم على ركوب الخيل.

الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو التوتر يظهر عليهم تحسّن ملحوظ عند ممارسة ركوب الخيل. فالنشاط البدني المكثّف خلال التدريب يساعد على تفريغ الطاقة الزائدة وتهدئة الطفل.
أما الأطفال المتوترون، فيمنحهم التعامل مع الحصان شعورًا بالطمأنينة والارتياح النفسي، مما يقلل من توترهم تدريجيًا.

 

ما أكثر موقف أثّر فيك، وشعرت فيه أن الخيل غيّر طفلًا فعليًا؟

أحد المواقف المؤثرة كان مع طفل بارع في ركوب الخيل، لكنه كان يخشى الاقتراب من الحصان أو لمسه.
بدأنا معه بخطوات بسيطة، ومع مرور الوقت أصبح يشعر بالأمان، وبدأ يُربّت على الحصان ويمشي بجانبه بثقة. ثم أصبح يعتبر هذا المشي جزءًا أساسيًا من تدريبه، مما يعكس التغيير الكبير الذي طرأ عليه.

 

ما المهارات الاجتماعية التي يمكن أن يكتسبها الطفل من خلال التمرّن مع الخيل؟

يُكسب ركوب الخيل الطفل مهارات اجتماعية هامة، خاصةً من يعاني من العزلة أو صعوبات في التواصل.
يبدأ الطفل بالتفاعل مع المدرّب، ثم مع زملائه، ويشارك في أنشطة جماعية تُشجّعه على التعاون وتكوين علاقات.
وبمرور الوقت، يتحسن تواصله وثقته بنفسه، مما يساعده في حياته الاجتماعية بشكل عام.

 

كيف تعملون على بناء علاقة بين الطفل والحصان؟

ننحرص منذ البداية على بناء علاقة آمنة ومطمئنة بين الطفل والحصان. نُشجّعه على الاقتراب تدريجيًا دون إجبار، ونعرّفه كيف يلمسه أو يُطعمه.
نستخدم خيولًا هادئة ومُدرّبة خصيصًا للأطفال، لتسهيل بناء هذه الثقة، وتشجيع الطفل على التفاعل مع الحصان باعتباره صديقًا.

 

هل يمكن استخدام ركوب الخيل كجزء من خطة علاج نفسي أو سلوكي؟

نعم، يمكن كجزء من خطة علاج نفسي أو سلوكي، ويُعرف هذا النوع من العلاج باسم العلاج بالخيول أو العلاج بمساعدة الخيل.

هذا النوع من العلاج مفيد جدًا للأطفال الذين يعانون من مشاكل مثل:

  • فرط الحركة وتشتت الانتباه
  • القلق أو التوتر
  • الانعزال والانطواء
  • صعوبات في التواصل أو مشاكل سلوكية

ركوب الخيل يساعد الطفل على اكتساب الثقة بالنفس، لأنه يتعامل مع حيوان كبير ويتعلّم كيف يتحكم فيه. كما يُساعده على التركيز والانتباه أثناء التمرين، ويُعلّمه الصبر والمسؤولية.

إضافة إلى ذلك، التفاعل مع الحصان يُعطي الطفل شعورًا بالهدوء، ويُحسّن من حالته النفسية، لأنه يشعر بأنه مفهوم ومقبول دون حكم أو ضغط.

ولهذا السبب، يُستخدم ركوب الخيل في مراكز كثيرة كجزء من برامج العلاج النفسي والسلوكي، جنبًا إلى جنب مع المتابعة من أخصائيين.

 

هل يشعر الطفل بالخوف في البداية؟ وكيف يتم التعامل مع هذا الخوف؟

من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف في بداية تجربة ركوب الخيل، ولذلك نحرص على التعامل مع هذا الشعور بلطف.
نطمئن الطفل، ونُجيب عن تساؤلاته، ونختار له حصانًا هادئًا يساعده على تجاوز هذا الخوف تدريجيًا حتى يشعر بالثقة والراحة.

 

 

هل لاحظت فرقًا بين البنات والأولاد في تعاملهم مع الخيول؟

لا يوجد فرق واضح بين البنات والأولاد في تعاملهم مع الخيول، فالأمر يعتمد على شخصية الطفل وليس جنسه.
فقد نجد فتيات يمتلكن شجاعة وثقة تفوق بعض الأولاد، والعكس كذلك. المهم هو مدى استعداد الطفل ورغبته في التعلّم

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى