احتواء

ذبح الأضاحي أمام الأطفال: عادة اجتماعية أم صدمة نفسية؟

كتب: محمد أمير

 

ذبح الأضحية أمام الأطفال في عيد الأضحى هو موضوع حساس يتطلب التفكير بعناية في تأثيره النفسي والتربوي فمن جانب يمكن أن يساهم هذا الفعل في تعليم الأطفال قيم التضحية والكرم وتعريفهم بتقاليد دينهم ما يعزز شعورهم بالانتماء والمشاركة في مناسباتهم الدينية والثقافية ومن جانب آخر قد تثير مشاهد الذبح خوفاً أو صدمة نفسية لدى الأطفال غير مهيئين لفهم هذه العملية بشكل كامل خصوصاً إذا كان الطفل يلعب مع الحيوان وتعلق به قبل ذبح وقد يصل التأثير النفسي إلى رفض تناول اللحوم وذلك بسبب عدم وجود توعية وتأهيل كافي قبل ذبح الأضحية أمامه

 

تجنبوا اصطحاب أطفال لمشاهدة ذبح الأضحية

حذر الدكتور مصطفى عبد المؤمن اخصائي نفسي للأطفال من ذبح الأضحية أمام مرأى الأطفال الصغار سواء في المنزل أو الاستراحات أو المسالخ لافتا أن تلك المشاعر تؤثر في نفسية الطفل الصغير وربما قد تقود إلى حمل السكين وتقليد تلك المشاهد مع أطفال صغار آخرين وشدد الأخصائي النفسي دكتورة مصطفى عبد المؤمن على أهمية إبعاد الأطفال الصغار للمشاهدة عملية النحر وإراقة الدماء فقط كونهم غير مدركين لخطورة السكين وطريقة استخدامه وخشية انعكاسها في تصرف خطير جدا ولكن لا يمنعو من إشراكهم في عملية التنظيف وتغليف اللحم وغيرها من  الأعمال يوم العيد مضيفا أنه يجب أن يعي رب الأسرة سواء الأب والأم أهمية الأضحية وأنها شعرة ربانية وسنة مؤكدة وتوضيحها للأبناء والبنات وكذلك الدعوة لذبح الأضحية بحضور كافة الأسرة و أضاف أيضاً أن الأطفال دون  السابعة لايُنصح بتعرضهم لمشهد الذبح موضحاً ان مفهوم الموت ما يزال غمضاً لديهم

 

رأي رجال الدين بذبح الأضحية أمام الأطفال

وضح الاستاذ عمر محمود عضو لمشيخة الأزهر إنه يجب إخبار الطفل الذي فوق سن الخامسة بالهدف من وراء التضحية وقصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإن الأضحية لا تشعر بالألم عند ذبحها وأن تضحية لا تجوز إلا على الجاموس والبقر والماعز والغنم وأوضح أيضا إنه لا داعي لحضور الأطفال دون سن السادسة لرؤية مشاهد الذبح فنحن في العائلة نطبق هذه النظرية لأنهم صغارا وممكن أن تضرروا لأنهم لن يفهموا الهدف من التضحية وعقولهم لا تزال صغيرة على استيعاب قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل و من الضروري أن نتأكد الطفل سوي نفسياً و يمكنه تفهم قصة الأضحية والهدف منها وأنها ستذهب للفقراء و المحتاجين و ذلك لتهيئته نفسياً لحضور الذبح

 

مشاهدة الأطفال قد يضر صحتهم النفسية

قالت حنان فوزي و هي ام لطفل عمره عشرة سنوات ان ابني لا يأكل اللحوم مطلقاً و ذلك بسبب زيارته مع والده إلى أحد المسالخ  ومنذ عامين  لمشاهدة ذبح خروف الأضحية ونظراً لتعلق أحمد ابني الشديد بالحيوانات فمشهد الدماء المتناثرة و طريقة الذبح بالسكين مع هروب الأضحية أثر في نفسيته كثيراً و منعه من تناول من اكل اللحوم و انا الأن اتابع مع دكتور نفسي نظراً لتغيرات كثيرة طرأت على ابني و ابرزها العنف مع اخوته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى