خطوه بخطوة
دفء الدفايات.. أشعة خفية تهدد صحة الأطفال

كتبت: إنعام ناصر ، مروة ناصر
مع دخول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تصبح الدفايات الكهربائية وسيلة أساسية في معظم المنازل ،خاصة لحماية الأطفال من البرد، لكن خلف الدفء تسبب مخاطر صحية خطيرة ما بين الاختناق، الحروق ،التسمم ومن هنا نطرح تساؤل هام:
هل استخدام الدفايات داخل غرف الأطفال آمن؟
لم أكن أعلم أنها خطر على طفلي
كنت أشغل الدفاية في غرفة أطفالي لساعات طويلة يوميًا دون أن أعلم مخاطرها بدأت أميرة ناصر حديثها عن تجربتها مع الدفايات وقالت: فجأة لاحظت ظهور بقع حمراء وسخونية شديدة على جسد طفلي، وعندما ذهبت إلى طبيب الجلدية، أخبرني أن التعرض المستمر للدفاية قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، ونصحني بعدم تشغيلها لفترات طويلة داخل الغرفة أثناء وجود الأطفال.
تحذيرات الأطباء.. اختناق وجفاف وحروق
يقول د. مروان أشرف، استشاري طب الأطفال بأن الدفايات تمتص الرطوبة من الهواء مما يؤدي إلى جفاف الجو داخل الغرفة فيسبب التهابات في الأنف والحلق والشعب الهوائية خاصة عند الأطفال الذين يكونوا أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلات الصحية ويضيف لحماية الأطفال يجب وضع وعاء ماء بجانب الدفاية للحفاظ على مستوى الرطوبة في الهواء مع ضرورة تهوية الغرفة بانتظام لتجنب نقص الأكسجين وتراكم الغازات الضارة.
ويؤكد د. مروان عن خطورة ارتفاع درجة حرارة الأطفال خاصة الرضع حيث قال بأن ارتداء الطفل ملابس غير مناسبة مع درجة حرارة الغرفة قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة جسمه بشكل خطير فيزيد من الموت المفاجئ لدى الاطفال الرضع بالإضافة إلى التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الغرفة التي تزيد من فرصة تعرض الطفل للعدوى الفيروسية لذا من المهم الحفاظ على درجة حرارة ثابتة داخل المنزل.
وحذرعن مخاطر التسمم بأول أكسيد الكربون من تشغيل الدفايات في أماكن مغلقة دون تهوية حيث وضح بأن غاز أول أكسيد الكربون من أخطر الغازات السامة حيث يمكن أن يسبب تلف في المخ وقد يؤدي إلى الوفاة خاصة عند الرضع لو تم استنشاقه بكمية كبيرة.
لذا يأكد على ضرورة وضع الدفاية في مكان آمن وبعيد عن متناول الأطفال لمنع تعرضهم للحروق والإصابات.
من جانبها تؤكد د. أمل رؤوف، استشاري الأمراض الجلدية، أن التعرض المباشر والمستمر للدفاية يمكن أن يؤدي إلى متلازمة الجلد الحراري، وهي حالة ناتجة عن التعرض الطويل لأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الدفايات هذه الأشعة تحفز زيادة إنتاج صبغة الميلانين في الجلد فتؤدي إلى ظهور بقع بنية غير مرغوب فيها، بالإضافة الي الدفايات تسحب الرطوبة من الهواء فيؤدي إلى جفاف الجوفينعكس ذلك على الجلد في صورة جفاف شديد وتهيج يصل إلى الطفح الجلدي.
ولتجنب هذه المشكلات تنصح د. أمل بعدم الجلوس بالقرب من الدفاية وترك مسافة كافية بينها وبين الجلد مع ضرورة استخدام مرطبات للحفاظ على رطوبة الجلد وتأكد على أهمية التدفئة الآمنة قائلة: “التدفئة ضرورية في الشتاء لكن استخدامها بشكل خاطئ يسبب مشكلات صحية ليس فقط للبشره ولكن أيضا للجهاز التنفسي فلابد من الضروري اتباع إجراءات الأمان”.
خطر كهربائي “صامت ” في الغرفة
يحذر المهندس أحمد العياش، مهندس كهربائي قسم باور، من أن الدفايات
الكهربائية قد تؤدي إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغرفة وذلك يسبب
التسمم عند تشغيلها لساعات طويلة دون تهوية ويشير أنه “يطلق على هذا الغاز’القاتل الصامت’ لأنه عديم اللون والرائحة، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والوفاة في بعض الحالات.”
ويؤكد العياش على عدم التعرض الشديد للأشعة تحت الحمراء لأنها تصيب عيون الطفل بمشاكل في ضعف النظر وفي بعض الأحيان تؤدي الي حرق شبكية العين وتسبب العمي لذلك ينصح دكاترة العيون بعدم التعريض العيون لاشعة الشمس بشكل كبير، فتعريض الجسم لكميات عالية من أشعة تحت الحمراء الي إصابة الجسم بالحروق وانخفاض ضغط الدم وإصابة الجسم بالجفاف
وينصح بضرورة
-
عدم توصيل الدفاية بمشترك كهربائي وتوصيلها مباشر بالحائط.
-
وضعها بعيد عن المواد القابلة للاشتعال.
-
عدم تركها تعمل أثناء النوم أو في غرفة مغلقة لساعات طويلة.