خوف واثارة جدل بعودة خطر الاندومي… والأطباء يحذرون

كتب: هنا اسامة، انعام ناصر
“والدة عليا ” تنظر إلى طفلتها ذات الست سنوات، تحاول إقناعها بتناول البيض والخضروات، لكن عليا بكت وأصرت على وجبتها المفضلة “الأندومي”
لم تكن الأم تعلم حينها أن هذه العادة البسيطة ستتحول إلى معركة يومية، وخطر يهدد صحة طفلتها ومستقبلها
“تقول نهي محمد، والدة عليا: ‘أول مرة جربت ابنتي الأندومي كانت عند بنت جارتنا، ومنذ ذلك الحين وهي لا تريد أن تأكل شيئًا آخر. حاولت بكل الطرق إعادتها إلى الأكل الطبيعي، لكنها كانت ترفض وتصرخ بدرجة هستيرية، وفي ذلك الوقت استسلمت لكي تأكل، لكن مع مرور الوقت لاحظت أن صحتها تتدهور، وجهها شاحب، وزنها ثابت، وهي دائمًا مرهقة، ومعدتها تؤلمها. وعندما ذهبنا إلى الطبيب، قال لي إن هذا النوع من الطعام غير مناسب لطفل، وأن الأندومي يؤثر على جسمها ونموها'”.
لم تكن قصة عليا هي الوحيدة، ففي الوقت الذي أصبح فيه “الإندومي” حلً سريعًا ومحببً بنسبة للأطفال، بدأ الأطباء يحذرون من الخطر بشأن تأثيره طويل الأمد على الصحة، خاصة عندما يتحول من “سناك خفيف” إلى “وجبة رئيسية”
أطعمة فقيرة.. وعادات خطرة
يؤكد الدكتور علاء محمود، استشاري علاج التغذية والنحافة، أن الإندومي لا يقدم أي قيمة غذائية حقيقية للأطفال، بل قد يسلب أجسامهم ما تحتاجه للنموظ؛ “الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون إلى وجبات غنية بالعناصر الأساسية الإندومي يحتوي على نسب عالية من الصوديوم، والمواد الحافظة، ومكسبات الطعم، لكنه يفتقر للفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل، ما قد يؤدي إلى خلل في النمو، ومشاكل في الجهاز المناعي والهضمي.”
ويضيف محمود أن تناول الإندومي بشكل مستمر قد يرتبط بمخاطر صحية كبيرة مثل السمنة وزيادة الوزن، والإصابة المستقبلية بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري، فضلًا عن تأثيره السلبي على الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يسبب حالات متكررة من الإمساك أو الإسهال بسبب المواد الصناعية الموجودة به.
الإدمان الغذائي عند الأطفال
تعلق والدة عليا، التي لاحظت أن ابنتها أصبحت ترفض جميع أنواع الطعام الأخرى.. تقول “كانت مدمنة عليه فعلًا، تبكي لو لم أعدّه لها، ودي كانت أسوأ حاجة. ولما بدأت أسمع عن حالات التسمم بعد تناول الإندومي في الفترة الأخيرة، قلبي تقبض . حسيت إني قصرت، وإنه لازم أكون أحرص على تغذيه أولادي” .
حلول بديلة.. وتوصيات عملية
ينصح د. علاء الأمهات بإعادة بناء عادات غذائية سليمة داخل المنزل من خلال تقديم وجبات صحية ومتوازنة، تتضمن الخضروات، الفواكه، البروتينات، والكربوهيدرات الكاملة “من المهم تقديم الطعام بشكل ممتع وجذاب، وتناول الوجبات جماعيًا، لأن ده بيأثر على نفسية الطفل وتشجيعه على الأكل ،كمان لازم نخلق بدائل آمنة وسريعة، بدل الاعتماد على منتجات جاهزة غير صحية
الإندومي ليس عدوًا… لكن لا يجب أن يكون ضيفًا دائمًا” الإندومي، كغيره من الوجبات السريعة، قد لا يكون خطرًا في حد ذاته إذا تم تناوله باعتدال، لكن الخطورة تظهر عندما يتحول إلى عادة يومية أو وجبة رئيسية. الأطفال بحاجة إلى طعام يبنيهم، لا يستهلكهم. ولعل قصة “عليا” تكون إنذارًا مبكرًا، وفرصة لكل أم لتعيد النظر في اختياراتها الغذائية لأطفالها، قبل أن يتحول الإندومي من وجبة سريعة إلى أزمة صحية حقيقية