خطوه بخطوة

بين الرحمة والخطر: كيف يتعامل الأطفال مع الحيوانات الأليفة؟

كتب: محمد النجار، عبد الرحمن صلاح

 

 

إقبال العديد من العائلات على تربية الحيوانات الأليفة في المنازل يعد أمرًا طبيعيًا، ليس فقط لأغراض الترفيه، بل أيضًا لما تحمله من فوائد نفسية وسلوكية، خاصة للأطفال. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة الجميلة قد تواجه تحديات، وقد تتحول إلى خطر في حال غياب الوعي والإشراف.

 توضح الدكتورة سالي نصير، أخصائية الصحة النفسية للأطفال، أن التعامل الإيجابي مع الحيوانات يعزز لدى الطفل مهارات متعددة مثل التعاطف، وتحمل المسؤولية، وضبط النفس. كما أن له تأثيرًا فعّالًا في تهدئة الأطفال الذين يعانون من القلق أو فرط الحركة. وتضيف: “لكن الأمر يتطلب توعية واضحة، إذ إن العديد من الأطفال، خاصة في سن مبكرة، لا يدركون أن الحيوان كائن حي يشعر بالألم والخوف، وقد يتصرفون معه بعنف أو استهتار، مما قد يؤدي إلى ردود فعل مؤذية”.

من جهته، يشير الدكتور شوقي محمد خليل، استشاري الطب البيطري وسلوك الحيوان، إلى أن بعض الأسر تتعامل مع الحيوانات الأليفة على أنها كائنات آمنة تمامًا، متجاهلة أن سلوك الحيوان يتأثر بالمواقف والضغوط. ويقول: “حتى أكثر الحيوانات ودًّا قد تُظهر سلوكًا عدائيًا إذا تعرضت للاستفزاز أو شعرت بالخطر، خاصة إذا كان الطفل يتعامل معها بجهل أو فوضوية”.

لا يقتصر الأمر على السلوك فحسب، بل يمتد ليشمل مخاطر صحية محتملة. فقد يؤدي التعامل المباشر مع الحيوانات، دون اتخاذ تدابير النظافة اللازمة أو التأكد من تلقي التطعيمات، إلى انتقال بعض الأمراض الجلدية أو الطفيلية، مما يشكل تهديدًا صحيًا للأسرة.

في هذا السياق، تؤكد الدكتورة جيهان شلبي على أهمية إشراف الأهل خلال تفاعل الأطفال مع الحيوانات، وتقديم توجيهات واضحة للطفل حول كيفية اللمس والتعامل مع هذه الكائنات واحترامها. كما يُنصح بإعداد الطفل نفسيًا قبل إدخال حيوان إلى المنزل، وتعليمه أنه مسؤول عن راحة هذا الكائن كما هو مسؤول عن ألعابه وأدواته.

لذا، اختتم الدكتور محمد بسام، استشاري طب الأطفال، بالقول إن العلاقة بين الطفل والحيوان الأليف تمثل تجربة إنسانية غنية، قادرة على تشكيل شخصية الطفل وتعزيز مشاعره. ومع ذلك، مثل أي علاقة أخرى، تحتاج هذه العلاقة إلى رعاية وتوجيه، لكي تثمر في بناء طفل ناضج ومتوازن ومليء بالرحمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى