خطوه بخطوة

الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من أهم عوامل ضعف الذاكرة للطفل وعدم التركيز

حاور: محمد النجار، عبدالرحمن صلاح

 

في العصر الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال، حيث توفر لهم العديد من الفرص للتعلم والترفيه. ويمكن للتكنولوجيا أن تساهم في تحسين التعليم وتعزيز مهارات الأطفال، فإن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل السمنة، تدهور الصحة النفسية، وتأثيرات على النوم والنمو الاجتماعي. في هذا الحوار، سنناقش كيف تؤثر التكنولوجيا على صحة الأطفال مع دكتورة الأطفال /نرمين فرحات بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، بالإضافة إلى استراتيجيات للتوازن بين الفوائد والمخاطر التي قد تنجم عن استخدامها.

 

 

كيف تؤثر التكنولوجيا على تطور الطفل العقلي والجسدي في مراحل نموه المبكرة؟

تؤثر التكنولوجيا على تطور الطفل العقلي والجسدي في مراحله المبكرة بتأثيرات إيجابية وسلبية. تاثير ‎ التكنولوجيا على الأطفال يختلف حسب الهدف من الاستخدام، والمدة المحددة للطفل. الطفل بطبيعته ينجذب لأي شيء جديد، ويكون عنده شغف ليكتشفه. والتكنولوجيا بالنسبة للطفل ما هي إلا لعبة جديدة يقوم باستكشافها، التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن تتسبب في أذية الطفل، بسبب الاستخدام المفرط، أو تكون حلقة الوصل بينه وبين مستقبل مليء بالإنجازات.

 

هل هناك علاقة بين زيادة استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية والتلفاز والمشاكل الصحية مثل السمنة؟

نعم، هناك علاقة بين زيادة استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية والمشاكل الصحية مثل السمنة. يعتبر قضاء وقت طويل في الجلوس والاستخدام المفرط للتكنولوجيا من العوامل التي تساهم في زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال.‎ كما يؤثر على النمو الصحيح لعظام الطفل وتطوره الحركي.  كما أن قضاء وقت كبير أمام الشاشات الإلكترونية يصيب الطفل بالكسل والخمول. وبالتالي لا يكون لديه وقت أو طاقة لممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية بالإضافة إلى التأثير السلبي على عاداته الغذائية مما يسهم بإصابته بمشاكل السمنة وغيرها من المشاكل الصحية .

 

كيف يمكن أن يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشات على صحة العينين لدى الأطفال؟

يمكن أن يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشات على صحة العينين لدى الأطفال، حيث يمكن أن يسبب جفاف العينين، و الإجهاد البصري والصداع المستمر ، كما يساهم في زيادة خطر التعرض للعدوى والالتهابات وزيادة خطر الإصابة بضعف البصر.

 

هل تؤثر الألعاب الإلكترونية على قدرة الطفل على التركيز والانتباه في المدرسة؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن موازنة استخدام التكنولوجيا مع الواجبات الدراسية؟

نعم، يمكن أن تؤثر الألعاب الإلكترونية على قدرة الطفل على التركيز والانتباه في المدرسة. يعتمد الأمر على نوعية الألعاب ومدى استخدامها. يمكن أن تساعد الألعاب التعليمية في تحسين مهارات التعلم، بينما يمكن أن تؤدي الألعاب العنيفة أو المفرطة إلى تشتيت الانتباه، عدم القدرة على التركيز، وانخفاض مستوى التفكير الإبداعي عنده.  كما أنه يقلل من فرصة اكتسابه مهارات معينة و يضعف قدرته على التعبير عن نفسه ومتطلباته، مما يتسبب في مشاكل في التواصل واكتساب المهارات التعليمية .

 

هل يسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية القلق أو الاكتئاب لدى الأطفال؟

نعم، يمكن أن يسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية القلق أو الاكتئاب لدى الأطفال، خاصة إذا كان استخدام التكنولوجيا يؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو نقص في النشاط البدني.‎ فالجانب النفسي  من أوائل الأمور التي تتأذى من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.  الاكتئاب ؛ وهو واحد من أخطر الأمراض التي تنتج عن الاستخدام المتواصل للتكنولوجيا. بسبب سلوكيات كثيرة مثل: الوحدة، وقلة التواصل الاجتماعي أو الأسري، والقلق، وكم المشاعر المختلطة التي يتلقاها الطفل من خلال الألعاب و وسائل التواصل الإجتماعي والفيديوهات. كلها تراكمات تتبلور في النهاية على شكل اكتئاب. و لسوء الحظ، تأثير التكنولوجيا على الأطفال لا يقف عند الاكتئاب، ولكن يتعمق ليخلق فجوة في ردود أفعال الطفل، ويسبب التشتت الدائم، وتبلد المشاعر، لأنه يفقد اهتمامه بالعالم حوله. بالإضافة إلى أن عالم التكنولوجيا دائمًا ما يكون مثالي بشكل غير حقيقي، وهذا يخلق إحساس بعدم الرضا لدى الطفل.

 

ما هي المدة الزمنية المثلى لاستخدام الأطفال للتكنولوجيا يوميًا وفقًا لتوصيات الأطباء؟

تختلف المدة الزمنية المثلى لاستخدام الأطفال للتكنولوجيا يوميًا وفقًا لتوصيات الأطباء بناءً على العمر. يُنصح بعدم استخدام التكنولوجيا لدى الأطفال تحت سن عامين، بينما يُنصح بحد أقصى ساعة واحدة يوميًا للأطفال بين عامين و5 أعوام.

 

كيف يمكن للآباء والأمهات إدارة استخدام الأطفال للتكنولوجيا بشكل صحي؟

يمكن للآباء والأمهات إدارة استخدام الأطفال للتكنولوجيا بشكل صحي من خلال: وضع قواعد واضحة حول استخدام التكنولوجيا، وتخصيص وقت محدد في اليوم لاستخدام التكنولوجيا من باب الترفيه أو من باب التعلم،و مراقبة استخدام الأطفال للتكنولوجيا و  تفعيل تطبيقات حماية الطفل، و تشجيع النشاط البدني والأنشطة الخارجية.‎ وملئ فراغ الطفل بأنشطة مفيدة له. على سبيل المثال: مساعدته على تكوين صداقات في النادي أو المدرسة، واتباع نظام تفاعلي، كتابة الأهداف اليومية، المشاركة في الألعاب الرياضية والمسابقات، و اختيار محتوى تعليمي ومفيد.‎ وأن يدرك الأطفال دور التكنولوجيا الحقيقي في حياتهم. وكونها أداة مساعدة .

 

هل هناك أي فوائد من استخدام التكنولوجيا في التعليم أو العلاج للأطفال، وكيف يمكن استغلال هذه الفوائد بأمان؟

نعم، هناك فوائد من استخدام التكنولوجيا في التعليم أو العلاج للأطفال مثل تحسين مهارات التعلم والتفكير النقدي والتحليلي ،وتوفير فرص تعليمية تفاعلية ومثيرة، ودعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وزيادة حصيلة الطفل المعرفية بسبب اكتشاف ثقافات مختلفة، ومعرفة معلومات تاريخية عن البلاد، وتعزيز مهارة التخيل البصري باستخدام تطبيقات للتعرف على خرائط البلاد، وتعزيز إبداع الطفل⁠ ومهاراته الفنية ،وتطور في المعرفة  يبدأ من البحث والسعي وراء المعلومات مما يساعد على ⁠اكتساب الطفل معرفة كبيرة عن العالم حوله.

 

يمكن استغلال هذه الفوائد بأمان من خلال: تعزيز‎ الحياة الواقعية  تحول تأثير التكنولوجيا على الأطفال من السلبي إلى الإيجابي ،واختيار محتوى تعليمي ومفيد ووضع قواعد واضحة حول استخدام التكنولوجيا، ومراقبة استخدام الأطفال للتكنولوجيا، وتشجيع النشاط البدني والأنشطة الخارجية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى