احتواء

الألعاب النارية في رمضان: متعة مؤقتة تنتهي بكوارث للأطفال

كتب: محمد النجار

تُعد الألعاب النارية من أكثر وسائل الاحتفال شيوعًا بين الأطفال في شهر رمضان
والأعياد، غير أن هذه المتعة المؤقتة قد تتحول إلى كارثة، خاصة عندما يكون الأطفال هم
المستخدمين لها أو حتى من المتفرجين القريبين منها. وتشير التقارير إلى أن الألعاب
النارية تتسبب سن ويًا في آلاف الإصابات بين الأطفال، وتتراوح هذه الإصابات بين
الحروق والتشوهات، والإصابات البالغة في العيون واليدين، وقد تصل في بعض الحالات
إلى فقدان أحد الأطراف أو حتى الوفاة.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور أحمد محمود، استشاري الصحة النفسية للأطفال، بأن
الضوضاء الناتجة عن الألعاب النارية تؤثر بشكل كبير على الأطفال، وخاصة الصغار
منهم. وأوضح أن التعرض المتكرر لأصوات الانفجارات قد يسبب اضطرابات في الجهاز
العصبي، تؤدي بدورها إلى مشكلات في التركيز والنوم، وقد يستمر تأثيرها على الدماغ
لمدة شهر أو أكثر.
وأضاف محمود أن الألعاب النارية لا تُسبب فقط إصابات جسدية، بل تترك أيضًا أثرًا
نفسيًا بالغًا على الأطفال، حيث يعاني كثير منهم من الخوف والقلق بعد التعرض لأصوات
الانفجارات القوية، وقد تتطور هذه المشكلات إلى اضطرابات نفسية مثل التوتر
والكوابيس المستمرة، خاصةً إذا كانوا قد شهدوا حادثًا خطيرًا أو تعرضوا لإصابة مباشرة.
وفي حديث مع السيدة أمل ناصر، والدة أحد المتضررين من الألعاب النارية، وسؤالها عن
تأثير هذه الألعاب على الأطفال، قالت:” الانفجارات الناتجة عن هذه الألعاب لم تكن مجرد
مصدر إزعاج لنا في رمضان، بل أثّرت على راحة المواطنين وأثارت الذعر في نفوس
الأطفال. الأخطر من ذلك هو الأضرار الصحية التي ترتبت على استخدامها، فقد ازدادت
حالات الإصابة التي استقبلتها المستشفيات، من بينها حالات فقدان البصر نتيجة انفجار
الصواريخ في وجوه الأطفال، إلى جانب الحروق العميقة والإصابات الخطيرة التي قد
تلازم الطفل طوال حياته.”
وأضافت أمل” بالرغم من هذه المخاطر، لا يزال بعض التجار يواصلون بيع الألعاب
النارية دون أي مراعاة لما تسببه من أذى للأطفال. كثير من الأهالي يجهلون حجم الخطر،
ويظنون أنها مجرد وسيلة للترفيه، لكنها في الحقيقة قد تؤدي إلى كوارث غير متوقعة،
وهو ما يستدعي ضرورة توعية المجتمع بمخاطرها، وتشديد الرقابة على بيعها
لحماية الأطفال من هذه الحوادث المؤلمة.”
كما أكد الدكتور مروان أشرف، استشاري طب الأطفال، أن الألعاب النارية
تمثل خطرًا بالغًا على الأطفال، إذ يمكن أن تتسبب في حروق وتشوهات قد
تكون مؤقتة أو دائمة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الطفل وسلامته.
وأوضح أن التأثيرات السلبية تشمل أيضًا التلوث الضوضائي، الذي قد يؤدي
إلى مشكلات في السمع، مثل تأثر طبلة الأذن، إلى جانب احتمالية حدوث خلل
وظيفي في الدماغ نتيجة التعرض المستمر للضوضاء العالية طوال شهر
رمضان، وقد يستمر هذا الخلل من شهر إلى شهرين.
أما من ناحية صحة العين، فقد حذر أطباء العيون من الشرر الناتج عن الألعاب
النارية، والذي قد يسبب إصابات خطيرة قد تصل إلى فقدان البصر. وشدد
الدكتور مروان على ضرورة توعية الآباء بخطورة هذه الألعاب وتجنب
استخدامها، لا سيما في شهر رمضان، حيث يكثر استخدامها من ق بل الأطفال
في الشوارع.
وفيما يتعلق بالإصابات المباشرة، أوضح الدكتور مروان أن بعض الألعاب
النارية قد تنفجر في اتجاه غير متوقع، وإذا كانت قريبة من الطفل، فقد تصيبه
شظايا خطيرة تؤدي إلى تمزق في الجفن أو العين، ما يستدعي تدخلًا جراحيًا
فوريًا. كما أن الانفجارات القوية قد تسبب موجات ضغط تؤدي إلى تلف داخلي
في شبكية العين، ما ينتج عنه ضعف دائم في البصر أو حتى فقدانه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى