كتبت: مروة ناصر -أنعام ناصر
في عصر تسيطر فيه وسائل التواصل الاجتماعي على تفاصيل
حياتنا اليومية، أصبح من الصعب تجاه ل التأثير العميق للمحتوى
الموجه للأمهات، خاصة من خلال البلوجر “ماميز ”، اللاتي
أصبحن مصدر إلهام ودعم لكثير من الأمهات الجدد، وأحيانا سببًا
غير مباشر للشعور بالإحباط والضغط النفسي.
تشاركنا الأم “هاجر عبد المبدي” تجربته ا قائلة:
بصراحة، من أكتر الناس اللي بحب أتابعها على السوشيال ميديا
هي البلوجر داليا جمال، حقيقي محتواها مختلف ومفيد. بحس إنها
مش بس بتشارك تجربتها كأم، لكن كأنها صديقة قريبة دايمًا
معاكي في كل مرحلة، بتطمنك وتفهمك وتحسسك إنك مش لوحدك .
أكتر حاجة بحبها فيها إنها واقعية جدًا، مش بتحاول تدي صورة
مثالية عن الأمومة، بالعكس، دايمًا بتتكلم عن التحديات
والصعوبات بكل بساطة وصدق، وده بيفرق معايا جدًا، لأنه
بيخليني أحس إن كل اللي بمر بيه كأم طبيعي وعادي وإني مش
فاشلة ولا مقصّرة .
كمان نصايحها عملية وسهلة في التطبيق، سواء أفكار بسيطة
لتنظيم وقتي كأم، أو طرق تخليني أتعام ل مع طفلي بهدوء وصبر،
وده فارق معايا بشكل كبير جدًا في روتيني اليومي. ”
وجه آخر للسوشيال ميدي ا: دعم أم ضغط
وتضيف هاجر:
“بشكل عام، أمهات السوشيال ميديا بقى ليهم تأثير واضح في
حياتنا كأمهات، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. أنا شخصيًا اتعلمت
منهم حاجات كتير مثل وصفات أكل صحي للأطفال، أفكار لتنظيم
الوقت، وحتى إزاي أكون أكثر هدوء وصبر في مواقف كتير كنت
الأول بتعصب فيها، وساعات وجودهم وتبادل التجارب بيطمني
وبيخليني أحس إن في حد فاهمني وبيمر بنفس اللي بمر بيه.
لكن في نفس الوقت، ساعات بحس إن السوشيال ميديا بتحطني
تحت ضغط كبير، خاصة لما أشوف صور الأمهات المثاليات اللي
حياتهم دايمًا مرتبة، وأولادهم سعداء، وكل حاجة ماشية تمام ده
ساعات بيخليني أقارن نفسي بيهم وأحس إني أقل، مع إن الحقيقة
إن كل أم وليها ظروفها وإمكانياتها ومفيش حد مثالي طول الوقت.
واللي اتعلمته من التجربة دي، إني لازم أتابع الناس اللي بيشاركوا
الواقع بحلوه ومره، مش الصورة المثالي ة بس، وأفكر دايمًا إن
السوشيال ميديا مجرد جزء صغير جدًا من الحقيقة، مش الصورة
الكاملة. ”
المقارنة خطر صام ت
وتوضح الدكتورة آية خليفة، أخصائي الصحة النفسية وتأهيل
الأطفال، أن الأمهات عندما يتابعن حسابات الماميز بلوجر على
مواقع التواصل الاجتماعي، غالبًا ما يقعن في فخ المقارنات
المستمرة مع نماذج تبدو مثالية ويصعب تحقيقها على أرض
الواقع. هذه المقارنات، بحسب وصفها، تؤدي مع الوقت إلى شعور
بالنقص والإحباط، وتجعل الأم تعيش تحت ضغط دائم لمحاولة
الوصول إلى معايير غير واقعية للأموم ة.
وتشير الدكتورة آية إلى أن هذه الحسابات تركز في الغالب على
تسليط الضوء على تجارب محددة، وتُغفل جوانب أخرى من
الواقع، مما قد يجعل الأمهات يشعرن وكأنهن وحدهن في مواجهة
تحديات الأمومة اليومية، وهو ما قد يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا ويؤدي
لشعور بالوحدة والانعزال .
وتنصح الأمهات بضرورة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي
بحذر ووعي، مع التركيز على تعزيز ثقتهن بأنفسهن، وعدم
الانجراف خلف مقارنات سلبية. وتؤكد في حديثها أن البحث عن
مجتمع داعم حقيقي، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو مجموعات
الأمهات التي توفر مشاركة واقعية وصادقة للتجارب، هو الأهم،
لأن كل أم تمر برحلتها الخاصة والمميزة، ولا يجب أن تحكم على
ذاتها بمعايير مستعارة من حياة الآخرين .
السوشيال ميديا مورد إيجابي للأمهات
من جانبها، تؤكد الدكتورة صباح عبد الله، أستاذة التربية وعلم
النفس، أن تأثير البلوجر ماميز على الأمهات أصبح أمرًا لا يمكن
إنكاره، خاصة في هذا العصر الذي تتعد د فيه مصادر المعلومات
وتتنوع منصات التواصل الاجتماعي. فاليوم تلعب هذه المنصات
دورًا مهمًا في توجيه الأمهات ودعمهن في رحلتهن مع الأمومة،
حيث تقدم البلوجر ماميز محتوى متنوع يجمع بين التجارب
الشخصية والنصائح العملية التي تعكس واقع الحياة اليومية للأم .
وتوضح الدكتورة صباح أن مشاركة البلوجر ماميز لتجاربهن
الخاصة يخلق نوعًا من الألفة والانتماء بين الأمهات، حيث تشعر
كل أم أنها ليست وحدها في تحديات الأمومة، بل أن هناك أخريات
يمررن بنفس التجارب والمواقف، وهو ما يساهم في تخفيف
مشاعر العزلة التي قد تعاني منها بعض الأمهات في فترات معينة .
وتضيف أن صناع المحتوى الموجه للأمهات يقدمون نصائح هامة
وعملية تساعدهن على التعامل مع التحديات اليومية وتطوير
مهارات التربية وإدارة الوقت، كما تساهم هذه النصائح في تعزيز
ثقة الأمهات بأنفسهن في مواجهة صعوبات الحياة الأسرية. وتشير
إلى أن الفيديوهات والمقالات التي تطر ح موضوعات مثل الرعاية
الذاتية والتوازن بين احتياجات الطفل وراحة الأم، تشكل دعمًا
حقيقيًا وملموسًا في حياة العديد من الأمهات.
واختتمت الدكتورة صباح حديثها بالتأكيد على أن البلوجر ماميز لم
تعد مجرد منصة ترفيهية، بل تحولت إل ى مورد قيم قادر على
إحداث تغيير إيجابي في حياة الأمهات، وهو ما يعكس التأثير
العميق للتكنولوجيا وكيف أصبح لها دور واضح في اختراق
وتشكيل تفاصيل حياتنا اليومي ة