خطوه بخطوة

أمل جديد لعلاج اضطرابات القلب عند الأطفال:النبضات الكهربائية تعيد النظم الطبيعي للقلب

كتب: محمد النجار

 

في خطوة طبية مبشرة، بدأ الأطباء في الاعتماد على تقنية النبضات الكهربائية (Cardioversion) كحل فعال لعلاج اضطرابات نظم القلب عند الأطفال وخاصة في حالات الرجفان الأذيني، وهو اضطراب يحدث عندما ينبض الأذينان بشكل غير منتظم وسريع فيؤدي لضعف الدورة الدموية ويزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

 

رغم قلة هذه الحالات بين الأطفال إلا أن التعامل معها يحتاج دقة وتدخل سريع لتفادي المضاعفات ومن هنا يبرز دور النبضات الكهربائية كأحد الحلول العلاجية.

الدكتور سامي عبد الرحمن، أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة، يوضح أن هذه التقنية ساعدت بالفعل في إنقاذ العديد من الحالات الصعبة خاصة التي لا تستجيب للأدوية. “في بعض الأحيان، يكون الرجفان الأذيني مصحوبا بتشوهات خلقية في القلب وهنا تكون الصدمات الكهربائية هي الحل الأمثل لاستعادة النظم الطبيعي وضمان تدفق الدم بشكل سليم”،

 

ويشير الدكتور محمد عادل، استشاري أول قلب وأوعية دموية، إلى أن التحدي الأكبر يكمن في التشخيص المبكر للحالة، خاصة أن اضطرابات نظم القلب عند الأطفال قد لا تظهر بوضوح في بدايتها. ويضيف أن التشخيص المبكر هو المفتاح الحقيقي لنجاح العلاج وهذا يحتاج توافر إمكانيات طبية متخصصة داخل مستشفيات الأطفال لضمان دقة الفحوصات وتحديد العلاج الأنسب في الوقت المناسب.

 

من جانب آخر يشير الدكتور عبد الرحمن إلى أن استخدام النبضات الكهربائية يتم غالباً تحت إشراف طبي دقيق وفي بيئة آمنة ويخضع الطفل للتخدير العام أثناء العملية لتجنب الشعور بالألم أو الانزعاج مؤكدًا على فعالية التقنية في إعادة ضربات القلب لوضعها الطبيعي خلال وقت قصير.

 

ومع تطور الأبحاث الطبية والتقنيات التشخيصية يتفق الدكتور محمد عادل مع الدكتور سامي في أن النبضات الكهربائية ستصبح مع الوقت خيارًا أكثر شيوعا لعلاج هذه الاضطرابات خاصة مع تزايد وعي الأطباء والأسر حول أهمية سرعة التدخل الطبي.

 

وعن البدائل المتاحة، يشير الأطباء إلى وجود خيارات أخرى بجانب النبضات الكهربائية، مثل القسطرة القلبية (Catheter Ablation) والتي تستخدم في بعض الحالات لقطع المسارات الكهربائية غير المنتظمة داخل القلب خاصة إذا تكررت النوبات أو لم تنجح الصدمات الكهربائية وحدها.

 

ولذلك ينصح الأطباء الأسر بضرورة الانتباه لأي أعراض غريبة قد تظهر على الأطفال مثل تسارع ضربات القلب، التعب غير المبرر أو الدوار، والتوجه فورا إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لأن سرعة التشخيص تمثل الفارق الحقيقي في إنقاذ حياة الطفل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى